رسائل صوتيّة رقم واحد

سلسلة التسجيلات الصوتية هذه ليس لها مالك أو مؤلف، بل هي جزء من الحيّز العام خلال فترة الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هذه، كان يمكن أن يسمعها أيّاً كان، و أن يسجّلها أيّاً كان. ولأولئك الذين لم يكونوا حاضرين في تلك الأوقات، فهي بمثابة أرشيف غير مكتمل للشارع في وقتٍ تحوّل فيه الى مكان للحوار والتفاعل والأحاديث والمواجهات.

السبت ٢ شباط ٢٠٢٠

إنها المسيرة الاحتجاجية الرابعة منذ بداية العام الجديد. إحدى نقاط الانطلاق هي مبنى الاتحاد العمالي العام (CGTL). إحدى أعضاء تجمع "عاملات وعاملين في الفن والثقافة" (وهو جزء من تجمع مهنيات ومهنيين) تقرأ بياناً بإسم المجموعة عنوانه: "الانتحال" العمالي العام. يتجه بعدها المتظاهرون نحو وسط المدينة، مرورا بشارع أرمينيا (مار مخايل) وشركة كهرباء لبنان.

بيان "الانتحال" العمالي العام:


نحن الانتحال العمالي العام منعلن اننا من التسعينات منمثل مصالح الطبقة الحاكمة واصحاب العمل بوجه العمال. بعد ما نجحت احزاب السلطة باختراقنا لما فرخت نقابات واتحادات وهمية، يلي أدى لضرب العمل النقابي المطلبي وتمرير المشاريع الاقتصادية النيوليبرالية بدون اعتراض. من وقتها الشرخ بيننا وبين العمال والعاملات كبر وصار عدد المنتسبين للاتحاد ما بيتخطى ال ٥٪ من مجموع الطبقة العاملة بلبنان. من ٢٠١١ الناس عم تسبقنا عالتظاهر والاحتجاج المطلبي، ونحن غايبين كليا وما عم نطالب بحقوق الطبقة العاملة وين أموال الضمان الاجتماعي المهددة بالضياع واكتر من نص القوة العاملة ما عندها ضمان او حماية اجتماعية و وتلتا مُعطلة عن العمل.
بالوقت يلي خسر فيه اكتر ٢٠٠ ألف عاملة وعامل وظايفهم ، تراجعت القدرة الشرائية بنسبة ٤٠٪ من بداية الأزمة الاقتصادية والمالية والخير لقدام .. ولنزيد الطين بلة صادرت المصارف حسابات توطين المعاشات ومنعت أصحاب الدخل المحدود انه يلبوا ابسط حقوقن وحاجاتهم واليومية : خبز، دفا، ماي، طبابة، قسط مدرسة….. ورغم كل المستجدات يلي كانت عم تتنبئ بتزايد المخاطر الاجتماعية، نحن الانتحال العمالي العام “لم نحرك ساكناً.”
بعد كل هالشي.. منعلن اليوم انو الاتحاد، عفوا الانتحال العمالي العام يلي بميز بين العمال وما بيحمي حق العمل للأجانب واللاجئين، انتحال بمثل مصالح راس المال ومش مصالح العمال، هو فاقد للشرعية ومنبر آخر للسلطة وللمصالح الخاصة ، "وبؤرة من بؤر الفساد". وختاماً منسلّم العمال المشاركين بالانتفاضة مهام الدفاع عن حقوق العمال والعاملات . ومنحيي ثورة ١٧ تشرين.

الوطن للعمال تسقط سلطة رأس المال

…الحكومة عملتوها ... على الزبالة ردوها

“هيدي أول مرة بمشي… بحوص بدي سكر الطريق بدي كب دولاب …"

على شركة الكهرباء: وندى ندى ناو، قومي ضوي الضو… وغجر غجر عاو، قوم ضوي الضو…

السبت ٢ شباط ٢٠٢٠ (١٠ دقيقة)

في طرابلس، في اليوم التالي لدعوة مناطق أخرى للانضمام إلى مسيرة احتجاجية، ساحة نور هادئة نسبيًا. بعض الرجال يبنون خيمة جديدة. هادي، طالب مدرسي، يتحدث عن مشاركته في تنظيم الاحتجاجات المدرسية في الأيام الأولى من "الثورة" وحول إنشاء لجان في المدارس والعلاقة مع الإدارة والأساتذة.

الإثنين١٠ شباط ٢٠٢٠ (١٦ دقيقة) يتجمع الثوار من عدة مناطق في الخيم في موقف العاذرية استعدادا لتطويق مداخل البرلمان في اليوم التالي، لمنع النواب من التصويت لمنح الثقة للحكومة.

الثلاثاء ١١ شباط ٢٠٢٠ (٨ دقيقة) على بعد أمتار قليلة من الجيش والقوى الامنية، مجموعات صغيرة من المتظاهرين تحاول اقفال المداخل العليا للبرلمان. لم تسجل في هذا اليوم الا لحظات ما قبل العنف المباشر.

الجمعة ٢١ شباط ٢٠٢٠ (٨ دقيقة). تجمع أمام فندق الفينيسيا حيث وصل وفد من صندوق النقد الدولي.

بيان

يلي قاعد بسيارتك طفيها ونزال معنا
"السياسية فضوا جيوبي… ردوا الأموال المنهوبة
كلن يعني كلن، جهاد ازعور واحد منن
على دلعونا على دلعونا، اهلا وسهلا وصل كورونا

السبت ٢٢ شباط ٢٠٢٠ (٤ دقيقة).

انطلاق مسيرة احتجاجية من بنك لبنان والمهجر في فردان، مرورا بالبنك المركزي حيث يرشق قوى الأمن البيض على المتظاهرين. تتجه المسيرة نحو وسط بيروت مرورا بـ كليمنصو بمواكبة قوى الأمن التي تحمي البنوك.

دلقوا علينا بيض لنهرب 23'36'00
مصرف ارهاب، عسكر بواب 04'34'01
رجعوا لورا…
مش حنخاف مش حنطاطي، كل نجومك عصباتي يا رومية نحن جايين، بتهمة شورة محكومين
13'10'03 خربانة خلص شو بدكن فيها (ATM).... عم نشوف اذا حدا من الوطن بعد معو مصاري لنسحبله ياهن بس

السبت ١١ كانون الثاني ٢٠٢٠ (١٩ دقيقة)

مسيرة طويلة تجول شوارع مدينة طرابلس، وكأنها "عودة الثورة" بعد أسابيع من وتيرة أبطأ. الحشد مختلط ، يمشون بسرعة مع وقفات أمام منازل النواب حيث تعلو الهتافات. بالعودة إلى ساحة النور، تجلس مجموعة من الشباب والشابات في إحدى الخيام، الوجوه نفسها التي كانت في المسيرة قبل لحظات قليلة، معظم الحاضرين طلاب من الجامعة اللبنانية.

السبت ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٠ (١٨ دقيقة)

بعد اعتقالات عشوائية جرت "ليلة الهجوم على البنوك" في شارع الحمرا، وغيرها جرت بعد أن قامت شرطة مكافحة الشغب بالهجوم على المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع أمام مركز الشرطة، تم إطلاق سراح معظم المعتقلين... باستثناء الغير لبنانيين منهم ومعظمهم سوريين. تترقب مجموعة من المتظاهرين أمام سكنة الحلو، مطالبين بالإفراج عنهم. في نفس اليوم، تبدأ مسيرة احتجاجية من ساحة البربير، ومع وصول المحتجين إلى ساحة رياض الصلح، كانت قد بدأت المصادمات على بعد أمتار قليلة من البرلمان. تتجمع مجموعة من الأشخاص بجوار عناصر من الجيش تحرس أحد مداخل البرلمان. فجأة، تتكثف الهجمات مع قيام شرطة مكافحة الشغب بإلقاء الغاز المسيل للدموع بشكل متكرر على المتظاهرين، لكنهم يرفضون التراجع.

This series of audio recordings has no author or owner, it is a part of the public space, amidst the current social, economic and political turmoil. Anyone could have heard them, anyone could have recorded them. And for those who were not present in these moments, they are a non-exhaustive archive of the street, in times where it has naturally become a territory where discourse is produced, where interactions, conversations and confrontations take place.